عم زناتى يحكم مصر ..

عم زناتى يحكم مصر ..

فى احدى قرى الصعيد
الملقى فى الجنوبِ المهمل من كل الخدمات بنى فقراء البلدةِ مسجداً ؛ أو زاويةً
صغيرة تجمعهم فى الصلاة فينالهم ثواب الجماعة
؛ وكعادةِ البسطاء فى احلامهم البسيطة تمنوا ان يكون لهذا المسجدِ إماماً
يؤمهم فى الصلاةِ ويستفتونه فى مساءل دينهم ودنياهم ؛ ولأن الصعيد مهمل منذ أزمنة
كانه ابن غير شرعى لهذه البلاد فلم يسال عنهم ولا عن مسجدهم أحد ؛ فاجتمع اهل
القرية وعقدوا العزم على اختيار افضلهم واقربهم الى الله ليكون امامهم وامام
مسجدهم ؛ وهكذا تم اختيار عم زناتى ..

وعم زناتى فعلاً رجلٍ طيب
؛ تعلم الصلاة والصوم فى صغره على يد ابوه وحفظ القرآن الكريم عن شيخِ كريم توفاه
الله منذ ازمنة ؛ ولكنه فى الدراسة كان متلكئاً متتعتعاً فلم يكمل شهادته
الإعدادية وأستبقاه ابوه ليعمل معه فى الزراعة وخاصةً أن المدارس فى صعيدِ مصر
كانت تبتعد كثيراً عن القرى .

وهكذا مُكن لعم زناتى ان
يكون بين يومٍ وليلة مفتياُ لأهل البلدة ومتدخلاً فى شئونهم ؛ ولأنه لم يكن ذا
تعليم يساعده على فهم الإمور فقد كان منه ما كان ..

فى أيامٍ مختلفاتٍ كان
يتوافد على القريةِ إناس من خارجها ؛ ربما ادركتهم الصلاة فى الطريق فنزلوا
لمسجدنا .. أو هكذا اعتقدنا .. كانوا مايلبثون ان تنتهى الصلاة حتى يبدأون بالحديث
فى السياسة وفى التكريس لفكرةٍ واحدة والإستدلال عليها بتوظيف ما يوافقها من
الأحاديث والقرآن الكريم ؛ وهذا ما كان يقنع ويُمتع عقل الشيخ زناتى كما اصطلح على
تسميته فيما بعد ..

وبعد قيام الثورة أصبح
الشيخ زناتى من محركى القرية وحاشدها وحاشد الناس ؛ كل الناس حسب اتجاهاته القاصرة
فهو شيخ المسجد الذى يعرف الله اكثر مما نعرف ؛ وهكذا مُكن لهؤلاءِ الشيوخِ فى
الأرض !!

كم قريةً فى مصر يحتل
مسجدها عم زناتى ؟؟ وكم حملة من حملات
التوعية تصطدم جهودها وتتحطم أمام خطاب عم زناتى ؛ وكم نسمةً فى قرى مصر المهملة
يحركها عم زناتى فى أى اتجاهٍ يريد ؟؟

وبخلاف هذا .. ما هى
معايير اختيار ائمة المساجد من قِبل وزارة الأوقاف المصرية ؟؟

هل يصلح ان يتم اختيار
طلبة الشريعة بجامعة الأزهر من الحاصلين على مجموع 50% . ...؟؟ كيف لطالبٍ كهذا نجح بالكاد أن يقود أو يحرك امه
؟؟

اذا كان أئمة المساجد
اليوم هم من يحركون الأحداث ؛ كل الأحداث ؛ فنحن فى حاجة الى معايير اختيار مختلفة
لطلبة الشريعة ؛ فى حاجة الى عقد دورات تدريبية كل فترة لخطباء وأئمة المساجد ؛ فى
حاجة لأن يواكب هذا الإمام كل تطور علمى يحدث فى العالم كى تواكب فتواه كل
التغيرات والمستجدات والتطورات وخاصة التطورات الطبية ؛

فهذه الإنقسامات
والإضطرابات التى تشهدها مصر والحشود الغفيرة التى تُساق الى الميادين والى صناديق
الإقتراع وتوجيه البلاد الى اى مسار يتم
حشدها عن طريق عم زناتى ؛ حتى اصبح عم زناتى اكبر من الدولة فهو خازن من خزنةِ النار أو ملاكٍ من ملائكة الجنة
؛ هو من يحدد من منا المؤمنٍ ومن منا
الكافر .. مَن أولى بأن نتبعه ومَن مِنا
ملعون يستحق الرجم ؟؟

فهل دولة بحجم مصر يُعقل
أن يحكمها عم زناتى ؟؟

سؤال موجه الى الأوقاف
المصرية والى الأزهر الشريف ؛ فإذا كُنا نريد امةً لا تضحك من جهلها الأمم فعلينا
أن نبدأ بعم زناتى .

» قنصوة يحكم بسجن العادلي 12 سنة في قضيتي غسيل الأموال والتربح