الأسئلة المحرجة..

الأسئلة المحرجة للأطفال ..

.. " الواد
لسانه أطول منه " هكذا نحدث أنفسنا
حين يسألنا اطفالنا تلك الأسئلة الصعبة ؛ و كثيراً ما يسألنا اطفالنا أسئلة نحتار
فى الإجابة عليها ؛ وقد نتلعثم أو نتهرب أو نجيب إجابات عشوائية مبهمة لا تشفى فضول الطفل وقد لا تقنعه ؛ وهذا خطأ
كبير يقع فيه الأباء ؛ وبه تبدأ الفجوة
مابين الأباء والأبناء فى التشكل ، فالطفل اذا سأل فهو يريد أن يعرف ؛ والطفل فى سنه الصغير لا يعى مدى الحرج الذى قد
يضع الأباء فيه نتيجةٍ لسؤاله .. لذا فالإجابةٍ فى هذا التوقيت هى الأفضل لكل
الأطراف ولكن كيف تكون الإجابه ..

·
فى البداية ما هى
اكثر الأسئلة التى يسألها الأطفال وما هى صعوبتها ؟؟

دائماً ما يطرح الأطفال أسئلة عن المجهول بالنسبةِ اليهم
وهى محيرة بالنسبة للأباء كأن يسأل .. من
هو الله وما شكله وكيف يعيش فى السماء ؛ واين الجنة ؛ ولماذا يموت الناس ؛ وكيف
يموتون ؛ وهناك اسئلة محرجة فى الإجابة عليها كأسئلة .. انا كيف أتيت ولماذا تختلف
أعضائى عن أعضاء اختى ؛ ولماذا لا نستحم سوياً ؛ ولماذا تحمل المتزوجة ولا تحمل
غيرها وهكذا ...

·
لماذا يسأل الطفل
هذه الأسئلة المحرجة وما هى دوافعه اليها ؟

الصغير يسأل ليطمئن
؛ فكل الإستفهامات لديه هى مناطق خوف وقلق فهو يخاف دائماً من المجهول ؛
والصغير يسأل لأنه يريد أن يعرف ؛ يريد أن
يستطلع العالم من حوله ؛ يريد أن يكتشف الخبايا ؛ يريد أن يبحث حول حقائق الأشياء
؛ فالطفل الأذكى دائماً هو الطفل كثير
الأسئلة .

·
كيف يتصرف الأباء
حيال تلك الأسئلة ؟؟

يخطىء الكبار
حين لا يدركون أن روح البحث والتساؤل هى فطرة انسانية ؛ وهى ملكة أودعها الله
سبحانه فى خلقه كى يرتقون ويسمون ؛ وأنه
من واجبهم بل من الازمِ عليهم أن يقدموا المعلومة قبل السؤال .

يخطىء الكبار حين يظنون ان تجاهلهم لأسئلة الطفل
واستفهاماته قد تثنيه عن السؤال ومع الوقت قد ينساه ؛ ولا يعلمون أن الطفل كثير
الأسئلة سوف يحاول ان يبحث عن مصدرٍ أخر يجد الإجاباتِ لديه ؛ مصدرٍ يجيبه
لكنه ربما يضلله أو يستغله .

فتلك الأسئلة والإستفهامات التى يطرحها الطفل فى بداياته
وطرق تلقى الأسئلة من الكبار والرد عليها هو ما سوف يترتب عليه وجود فجوات من عدمه
مابين الأجيال فى حيوات لاحقة .

لذلك وجب على الأب والأم أن يمدوا أطفالهم بالمعلومات
الصحيحة المتناسبة مع مرحلته العمرية دون دخولٍ فى تفاصيل ؛ فمثلاً حين يكون
السؤال .. أنا كيف أتيت ؟؟ لا يجب ان تكون الإجابة أتينا بك من السوبر ماركت أو
وضعنا سكر تحت السجادة وبعد فترة خرجت أنت .. فهذه الإجابات تستهتر بعقلية الطفل؛ ولكن من الممكن أن تكون الإجابة أن الأم

كأنثى حين تكبر وتتزوج يتكون فى بطنها الصغير ثم تذهب
الى الطبيب ليخرجه من بطنها حين يكون قد اكتمل .. ويمكن فى هذه الحالة التوضيح
بأمثلة من الحيوان والنبات .

اما اذا ارتبك أحد الوالدين ولم يجد الكلمات المناسبة
للإجابة على السؤال فيمكنه ان يؤجل الإجابة ولا يتهرب كأن يقول .. هذا سؤال جيد
ولكن الإجابه عليه تحتاج شرح ومعلومات دقيقة لذلك سوف ابحث لك عن كتاب او قصة تشرح
هذه المعلومة بطريقة مبسطة وسوف نقرأه سوياً ..

·
كثيراً ما يتهرب
الوالدان بصور مختلفة من الإجابة على أسئلة الطفل فما مردود ذلك عليه نفسياً وهل يختلف هذا المردود بإختلاف رد فعل
الوالدان ؟

الطفل حين لا يجد اجابة مقنعة تحترم عقليته لدى والديه
فهو إما ان ينطوى ولا يسأل وخاصة اذا عنفه الوالدان وهنا سيصبح طفلاً غير
اجتماعياً ومهزوز الشخصية ؛ أو ربما اذا كان اذكى فسيبحث هو بنفسه عن الإجابة إما
على الإنترنت اذا كان فى مرحلة عمرية تسمح بذلك أو سيسأل أقرانه أو ربما شخصاً آ
خر أكبر ؛ وقد يستغله هذا الأكبر أو قد يضلله صديقه ؛ أما عن الإنترنت فحدث ولا
حرج .

·
ما هى الأهمية
النفسية والتربوية للرد على أسئلة الطفل المحرجة ؟

ان الأبوان حين يجاوبان
على كل استفهامات الطفل سواء محرجة أو غير ذلك فهم بذلك قد مدوا جسور تواصل بينهم
وبين أبناءهم لن يدركوا

اهميتها إلا فى مراحل
تالية ؛ هذا من ناحية ومن ناحيةٍ اخرى فإن الطفل الذى يسأل ويجد الإجابة لدى والديه
بطريقة سليمة ومبسطة ودون خداع او تعنيف هو طفل واثق فى نفسه اكثر ؛ ليس انطوائياً
؛ لديه استعداد لمد جسور تواصل مع الآخرين بصورة أكبر ؛ وبالتأكيد هو الأكثر نمواً
عقلياً بين أقرانه .

·
اذا لم يسأل الطفل
كيف يوصل له الوالدان تلك المعلومات ومتى يبدآن ؟ وهل هذا دليل على عدم نمو الطفل
وتآخر إدراكه ؟

الطفل السؤول بطبيعة
الحال هو الطفل شديد الملاحظة سريع الفهم ولكن اذا ما تأخر الطفل عن طرح الأسئلة
فعلى الوالدان ان يدرباه على أن يسأل ويتعرف على حقائق الأشياء كأن يقول الوالد لإبنه مثلاً .. ما رأيك فى هذه
الكرة .. هل تعرف كيف صُنعت .. ويبدأ الأب فى شرح مبسط لفكرة صنع الكرة وهكذا يبدأ
الطفل فى معرفة التفكير فى الأشياء وفى تدريب نفسه على السؤال .

أما الأسئلة المحيرة
والمعلومات الخاصة بها فيجب أن يبدأ الوالدان منذ سن مبكر فى تمرير المعلومات الى
الإبن بطريقة غير مباشرة كحديث عن احدى النساء مثلاً التى ستذهب الى الطبيب كى
يُخرج الطفل الصغير من بطنها .. وهكذا .

وهنا وجب التنبيه على
الآباء حين لا يسأل الطفل أن يكون تمرير المعلومات مناسباً للمرحلة السنية للطفل
.. فالطفل فى عمر سنتين الى ثلاثة ستكون استفهاماته او المعلومات التى يجب ان
يتفهمها هى الفروق بين الجنسين أما الطفل من بعد ذلك وحتى السادسة سيكون اهتمامه
اكثر بمسائل الحمل والولادة .. وهكذا ..

و فى النهاية إن تشجيع
الأطفال على الفضفضة وطرح أسئلتهم الخاصة والمحرجة للوالدين فى اوقات كثيرة هى
ضرورة تربوية هامة ستساهم فى تكوين شخصية الطفل وستساعده فى تكوين حياة اجتماعية
ونفسية سليمة وهى دعامة ضرورية لتربية الطفل وبث قيم وأخلاق المجتمع فيه ليكون شاباً متوازناً وفرداً صالحاً داخل
المجتمع .

المفرووض لازم نجاوب اجابه قصيرة ومقنعه له حسب عمره

» هل سألت نفسك هذه الأسئلة ؟ !!