قلب الحياة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

قلب الحياة

أعوام من الوجود بعالم الشبكة العنكبوتية
 
الرئيسيةالمستشار الاجتماعي المجانى البوابةدخولالمستشار القانوني المجانيالتسجيلأحدث الصورالعاب اون لاين مجانا

 

 " الجنوبى " امل دنقل ..

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
ادارة المنتدى الثقافى
مشرف
مشرف
ادارة المنتدى الثقافى


احترام قوانين المنتدى احترام قوانين المنتدى : 100 %

الأوســــــمـــــــــــــــــة : الكاتب المميز

رسالة sms : [table style="WIDTH: 150px; HEIGHT: 120px" border=1][tr][td]
النص المرافق[/td][/tr][/table]


عدد المساهمات : 74

نقاط : 170

السٌّمعَة : 8

تاريخ التسجيل : 09/04/2012

مصري

الابراج : العذراء

الأبراج الصينية : النمر

العمل/الترفيه : إنني أكتب لأكون وأكون لأكتب، لأن بياض الأوراق يخيفني ويتحداني, وهو يذكّرني بالشيب وبالثلج وبالأكفان

المزاج : ثورجى

نوع المتصفح : جوجل كروم


" الجنوبى " امل دنقل .. Empty
مُساهمةموضوع: " الجنوبى " امل دنقل ..   " الجنوبى " امل دنقل .. Icon_minitimeالأحد يوليو 01, 2012 9:48 am






" الجنوبى " امل دنقل .. Pic-2a





ولد أمل دنقل عام
1940 في أسرة صعيدية بقرية القلعة ،مركز
قفط على
مسافة قريبة من مدينة
قنا في صعيد مصر ، وقد كان والده عالماً من
علماء
الأزهر الشريف مما أثر في شخصية أمل دنقل وقصائده بشكل واضح.





سمي أمل دنقل
بهذا الاسم لانه ولد بنفس السنة التي حصل فيها والده على
اجازة
العالمية
فسماه باسم
أمل تيمنا بالنجاح الذي حققه (واسم أمل شائع بالنسبة للبنات في
مصر ) .





ورث أمل
دنقل موهبة الشعر عن والده فقد كان يكتب
الشعر
العمودى
وأيضاً
كان يمتلك مكتبة ضخمة تضم كتب الفقه والشريعة والتفسير وذخائر
التراث العربي مما أثر كثيراً في أمل دنقل وساهم في تكوين
اللبنة الأولى
للأديب داخله . فقد أمل دنقل والده وهو في العاشرة من
عمره مما أثر عليه
كثيراً واكسبه مسحة من الحزن تجدها في كل
أشعاره
.





رحل أمل دنقل
إلى
القاهرة بعد أن أنهى دراسته الثانوية في قنا وفي القاهرة التحق بكلية الآداب ولكنه إنقطع عن الدراسة منذ العام
الأول لكي يعمل
.





عمل أمل دنقل
موظفاً بمحكمة
قنا وجمارك السويس والإسكندرية ثم بعد ذلك
موظفاً في منظمة التضامن الأفروآسيوي، ولكنه كان دائماً ما
يترك العمل
وينصرف إلى كتابة الشعر. كمعظم أهل الصعيد، شعر أمل دنقل
بالصدمة عند نزوله
إلى
القاهرة أول مرة، وأثر هذا عليه
كثيراً في أشعاره ويظهر هذا واضحاً في اشعاره الأولى
.





إستوحى أمل دنقل
قصائده من رموز التراث العربي مخالفاً لمعظم
مدارس الشعر في الخمسينيات وقد كان السائد في هذا
الوقت التأثر بالميثولوجيا الغربية عامة واليونانية خاصة
.





عاصر امل دنقل
عصر أحلام العروبة
و الثورة المصرية مما
ساهم في تشكيل نفسيته وقد صدم ككل المصريين بانكسار مصر في عام
1967 وعبر عن صدمته في رائعته "البكاء بين يدي
زرقاء اليمامة" ومجموعته "تعليق على ما حدث
".





شاهد أمل دنقل
بعينيه النصر وضياعه وصرخ مع كل من صرخوا ضد
معاهدة السلام
، ووقتها أطلق رائعته "لا تصالح" والتي عبر فيها عن كل ما جال بخاطر كل
المصريين، ونجد أيضاً تأثير تلك المعاهدة وأحداث شهر
يناير عام 1967 واضحاً في
مجموعته "العهد الآتي".





كان موقف أمل
دنقل من عملية
السلام سبباً في
اصطدامه في الكثير من المرات بالسلطات المصرية وخاصة ان أشعاره كانت تقال في
المظاهرات على ألسن الآلاف
.





عبر أمل دنقل
عن مصر وصعيدها وناسها، ونجد هذا واضحاً في قصيدته
"الجنوبي" في آخر
مجموعة شعرية له "أوراق الغرفة 8"، حيث عرف القارئ العربي
شعره من خلال ديوانه الأول "البكاء بين يدي زرقاء
اليمامة" الصادر عام
1969 الذي جسد فيه إحساس
الإنسان العربي
بالنكسة وأكد ارتباطه العميق بوعي القارئ ووجدانه.





صدرت له ست
مجموعات شعرية هي
:

  • البكاء بين يدي
    زرقاء اليمامة
    بيروت 1969.
  • تعليق على ما حدثبيروت 1971.
  • مقتل القمر- بيروت 1974.
  • العهد الآتيبيروت 1975.
  • أقوال جديدة عن حرب
    بسوس
    القاهرة 1983.
  • أوراق الغرفة 8 - القاهرة 1983.




أصيب امل دنقل بالسرطان
وعانى
منه لمدة تقرب من ثلاث سنوات وتتضح معاناته مع المرض في مجموعته

"اوراق
الغرفة 8" وهو رقم غرفته في المعهد القومي للأورام والذي قضى فيه ما
يقارب ال 4 سنوات، وقد عبرت قصيدته السرير عن آخر لحظاته
ومعاناته، وهناك
أيضاً قصيدته "ضد من" التي
تتناول هذا الجانب، والجدير بالذكر أن آخر قصيدة
كتبها دنقل هي
"الجنوبي
".





لم يستطع
المرض أن يوقف أمل دنقل عن الشعر حتى قال عنه
أحمد عبد المعطى حجازى ((انه صراع بين
متكافئين، الموت والشعر .





رحل أمل دنقل
في
21 مايو عام 1983 لتنتهي معاناته مع كل شيء.





كانت آخر
لحظاته في الحياة برفقة
د. جابر عصفور والشاعر
عبد الرحمن الأبنودى
صديق عمره،
مستمعاً إلى إحدى الأغاني الصعيدية القديمة، أراد أن تتم دفنته على نفقته لكن أهله
تكفلوا بها
.
مؤلفات عن أمل دنقل






1. حسن الغرفى ـ أمل دنقل: عن
التجربة والموقف ـ مطابع إفريقيا الشرق، الدار البيضاء 1985.



2.
السماح عبدالله
مختارات
من شعر أمل دنقل – مكتبة الأسرة، القاهرة 2005



3.
عبلة الروينى ـ الجنوبي: أمل دنقل ـ
مدبولى
ـ القاهرة 1985.


4.
جابر قميحة ـ التراث
الإنساني في شعر أمل دنقل ـ هجر للطباعة والنشر والتوزيع والإعلان ـ القاهرة 1987
.


5.
سيد البحراوى ـ في البحث عن لؤلؤة المستحيل
ـ سلسلة "الكتاب الجديد" ـ دار الفكر الجديد ـ بيروت 1988
.


6.
نسيم مجلى - أمل دنقل أمير شعراء الرفض،
كتاب المواهب القاهرة 1986



7.
عبد السلام المساوى ـ البنيات الدالة في
شعر أمل دنقل ـ منشورات اتحاد الكتاب العرب ـ دمشق 1994
.


عِمْ صباحاً أيها الصَّقر المجنَّح: دراسة في شعر
أمل دنقل،
حلمى
سالم

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ادارة المنتدى الثقافى
مشرف
مشرف
ادارة المنتدى الثقافى


احترام قوانين المنتدى احترام قوانين المنتدى : 100 %

الأوســــــمـــــــــــــــــة : الكاتب المميز

رسالة sms : [table style="WIDTH: 150px; HEIGHT: 120px" border=1][tr][td]
النص المرافق[/td][/tr][/table]


عدد المساهمات : 74

نقاط : 170

السٌّمعَة : 8

تاريخ التسجيل : 09/04/2012

مصري

الابراج : العذراء

الأبراج الصينية : النمر

العمل/الترفيه : إنني أكتب لأكون وأكون لأكتب، لأن بياض الأوراق يخيفني ويتحداني, وهو يذكّرني بالشيب وبالثلج وبالأكفان

المزاج : ثورجى

نوع المتصفح : جوجل كروم


" الجنوبى " امل دنقل .. Empty
مُساهمةموضوع: رد: " الجنوبى " امل دنقل ..   " الجنوبى " امل دنقل .. Icon_minitimeالأحد يوليو 01, 2012 10:04 am

قصيدة البكاء
بين يدي زرقاء اليمامة


أيتها العرافة المقدَّسةْ ..
جئتُ إليك .. مثخناً بالطعنات والدماءْ
أزحف في معاطف القتلى، وفوق الجثث المكدّسة
منكسر السيف، مغبَّر الجبين والأعضاءْ.
أسأل يا زرقاءْ ..
عن فمكِ الياقوتِ عن، نبوءة العذراء
عن ساعدي المقطوع.. وهو ما يزال ممسكاً بالراية المنكَّسة
عن صور الأطفال في الخوذات.. ملقاةً على الصحراء
عن جاريَ الذي يَهُمُّ بارتشاف الماء..
فيثقب الرصاصُ رأسَه .. في لحظة الملامسة !
عن الفم المحشوِّ بالرمال والدماء !!
أسأل يا زرقاء ..
عن وقفتي العزلاء بين السيف .. والجدارْ !
عن صرخة المرأة بين السَّبي. والفرارْ ؟
كيف حملتُ العار..
ثم مشيتُ ؟ دون أن أقتل نفسي ؟ ! دون أن أنهار ؟ !
ودون أن يسقط لحمي .. من غبار التربة المدنسة ؟ !
تكلَّمي أيتها النبية المقدسة
تكلمي .. باللهِ .. باللعنةِ .. بالشيطانْ
لا تغمضي عينيكِ، فالجرذان ..
تلعقَ من دمي حساءَها .. ولا أردُّها !
تكلمي ... لشدَّ ما أنا مُهان
لا اللَّيل يُخفي عورتي .. ولا الجدران !
ولا اختبائي في الصحيفة التي أشدُّها ..
ولا احتمائي في سحائب الدخان !
.. تقفز حولي طفلةٌ واسعةُ العينين .. عذبةُ المشاكسة
( - كان يَقُصُّ عنك يا صغيرتي .. ونحن في الخنادْق
فنفتح الأزرار في ستراتنا .. ونسند البنادقْ
وحين مات عَطَشاً في الصحراء المشمسة ..
رطَّب باسمك الشفاه اليابسة ..
وارتخت العينان !)
فأين أخفي وجهيَ المتَّهمَ المدان ؟
والضحكةُ الطروب : ضحكته..
والوجهُ .. والغمازتانْ ! ؟
* * *
أيتها النبية المقدسة ..
لا تسكتي .. فقد سَكَتُّ سَنَةً فَسَنَةً ..
لكي أنال فضلة الأمانْ
قيل ليَ "اخرسْ .."
فخرستُ .. وعميت .. وائتممتُ بالخصيان !
ظللتُ في عبيد ( عبسِ ) أحرس القطعان
أجتزُّ صوفَها ..
أردُّ نوقها ..
أنام في حظائر النسيان
طعاميَ : الكسرةُ .. والماءُ .. وبعض الثمرات اليابسة .
وها أنا في ساعة الطعانْ
ساعةَ أن تخاذل الكماةُ .. والرماةُ .. والفرسانْ
دُعيت للميدان !
أنا الذي ما ذقتُ لحمَ الضأن ..
أنا الذي لا حولَ لي أو شأن ..
أنا الذي أقصيت عن مجالس الفتيان ،
أدعى إلى الموت .. ولم أدع إلى المجالسة !!
تكلمي أيتها النبية المقدسة
تكلمي .. تكلمي ..
فها أنا على التراب سائلً دمي
وهو ظمئً .. يطلب المزيدا .
أسائل الصمتَ الذي يخنقني :
" ما للجمال مشيُها وئيدا .. ؟! "
أجندلاً يحملن أم حديدا .. ؟!"
فمن تُرى يصدُقْني ؟
أسائل الركَّع والسجودا
أسائل القيودا :
" ما للجمال مشيُها وئيدا .. ؟! "
" ما للجمال مشيُها وئيدا .. ؟! "
أيتها العَّرافة المقدسة ..
ماذا تفيد الكلمات البائسة ؟
قلتِ لهم ما قلتِ عن قوافل الغبارْ ..
فاتهموا عينيكِ، يا زرقاء، بالبوار !
قلتِ لهم ما قلتِ عن مسيرة الأشجار ..
فاستضحكوا من وهمكِ الثرثار !
وحين فُوجئوا بحدِّ السيف : قايضوا بنا ..
والتمسوا النجاةَ والفرار !
ونحن جرحى القلبِ ،
جرحى الروحِ والفم .
لم يبق إلا الموتُ ..
والحطامُ ..
والدمارْ ..
وصبيةٌ مشرّدون يعبرون آخرَ الأنهارْ
ونسوةٌ يسقن في سلاسل الأسرِ،
وفي ثياب العارْ
مطأطئات الرأس.. لا يملكن إلا الصرخات الناعسة !
ها أنت يا زرقاءْ
وحيدةٌ ... عمياءْ !
وما تزال أغنياتُ الحبِّ .. والأضواءْ
والعرباتُ الفارهاتُ .. والأزياءْ !
فأين أخفي وجهيَ المُشَوَّها
كي لا أعكِّر الصفاء .. الأبله.. المموَّها.
في أعين الرجال والنساءْ !؟
وأنت يا زرقاء ..
وحيدة .. عمياء !
وحيدة .. عمياء !
[center]




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ادارة المنتدى الثقافى
مشرف
مشرف
ادارة المنتدى الثقافى


احترام قوانين المنتدى احترام قوانين المنتدى : 100 %

الأوســــــمـــــــــــــــــة : الكاتب المميز

رسالة sms : [table style="WIDTH: 150px; HEIGHT: 120px" border=1][tr][td]
النص المرافق[/td][/tr][/table]


عدد المساهمات : 74

نقاط : 170

السٌّمعَة : 8

تاريخ التسجيل : 09/04/2012

مصري

الابراج : العذراء

الأبراج الصينية : النمر

العمل/الترفيه : إنني أكتب لأكون وأكون لأكتب، لأن بياض الأوراق يخيفني ويتحداني, وهو يذكّرني بالشيب وبالثلج وبالأكفان

المزاج : ثورجى

نوع المتصفح : جوجل كروم


" الجنوبى " امل دنقل .. Empty
مُساهمةموضوع: رد: " الجنوبى " امل دنقل ..   " الجنوبى " امل دنقل .. Icon_minitimeالأحد يوليو 01, 2012 10:07 am


خطاب غير تاريخي على قبر صلاح الدين


ها أنت تسترخي أخيراً
فوداعاً
يا صلاح الدين
يا أيها الطبل البدائي الذي تراقص الموتى
على إيقاعه المجنون
يا قارب الفلين
للعرب الغرقى الذين شتتتهم سفن القراصنة
وأدركتهم لعنة الفراعنة
وسنة .. بعد سنة
صارت لهم " حطين"
تميمة الطفل، وأكسير الغد العنين

(جبال التوباد حياك الحيا)
(وسقا الله ثرانا الأجنبي)

مرت خيول الترك
مرت خيول الشرك
مرت خيول الملك - النسر
مرت خيول التتر الباقين
ونحن - جيلاً بعد جيل - في ميادين المراهنة
نموت تحت الأحصنة
و أنت في المذياع، في جرائد التهوين
تستوقف الفارين
تخطب فيهم صائحاً : " حطين"
وترتدي العقال تارة
وترتدي ملابس الفدائئين
وتشرب الشاي مع الجنود
في المعسكرات الخشنة

وترفع الراية،
حتى تسترد المدن المرتهنة
وتطلق النار على جوادك المسكين
حتى سقطت - أيها الزعيم
واغتالتك أيدي الكهنة.

***

(وطني لو شغلت بالخلد عنه ..)
(نازعتني - لمجلس الأمن- نفسي)

***

نم يا صلاح الدين
نم ... تتدلى فوق قبرك الورود
كالمظليين
ونحن ساهرون في نافذة الحنين
نقشر التفاح بالسكين
ونسأل الله "القروض الحسن"
فاتحة :

آمين .






الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ادارة المنتدى الثقافى
مشرف
مشرف
ادارة المنتدى الثقافى


احترام قوانين المنتدى احترام قوانين المنتدى : 100 %

الأوســــــمـــــــــــــــــة : الكاتب المميز

رسالة sms : [table style="WIDTH: 150px; HEIGHT: 120px" border=1][tr][td]
النص المرافق[/td][/tr][/table]


عدد المساهمات : 74

نقاط : 170

السٌّمعَة : 8

تاريخ التسجيل : 09/04/2012

مصري

الابراج : العذراء

الأبراج الصينية : النمر

العمل/الترفيه : إنني أكتب لأكون وأكون لأكتب، لأن بياض الأوراق يخيفني ويتحداني, وهو يذكّرني بالشيب وبالثلج وبالأكفان

المزاج : ثورجى

نوع المتصفح : جوجل كروم


" الجنوبى " امل دنقل .. Empty
مُساهمةموضوع: رد: " الجنوبى " امل دنقل ..   " الجنوبى " امل دنقل .. Icon_minitimeالأحد يوليو 01, 2012 10:10 am

لا تصالحْ!




(1 )

لا تصالحْ!
..ولو منحوك الذهب
أترى حين أفقأ عينيك
ثم أثبت جوهرتين مكانهما..
هل ترى..؟
هي أشياء لا تشترى..:
ذكريات الطفولة بين أخيك وبينك،
حسُّكما - فجأةً - بالرجولةِ،
هذا الحياء الذي يكبت الشوق.. حين تعانقُهُ،
الصمتُ - مبتسمين - لتأنيب أمكما..
وكأنكما
ما تزالان طفلين!
تلك الطمأنينة الأبدية بينكما:
أنَّ سيفانِ سيفَكَ..
صوتانِ صوتَكَ
أنك إن متَّ:
للبيت ربٌّ
وللطفل أبْ
هل يصير دمي -بين عينيك- ماءً؟
أتنسى ردائي الملطَّخَ بالدماء..
تلبس -فوق دمائي- ثيابًا مطرَّزَةً بالقصب؟
إنها الحربُ!
قد تثقل القلبَ..
لكن خلفك عار العرب
لا تصالحْ..
ولا تتوخَّ الهرب!


(2)

لا تصالح على الدم.. حتى بدم!
لا تصالح! ولو قيل رأس برأسٍ
أكلُّ الرؤوس سواءٌ؟
أقلب الغريب كقلب أخيك؟!
أعيناه عينا أخيك؟!
وهل تتساوى يدٌ.. سيفها كان لك
بيدٍ سيفها أثْكَلك؟
سيقولون:
جئناك كي تحقن الدم..
جئناك. كن -يا أمير- الحكم
سيقولون:
ها نحن أبناء عم.
قل لهم: إنهم لم يراعوا العمومة فيمن هلك
واغرس السيفَ في جبهة الصحراء
إلى أن يجيب العدم
إنني كنت لك
فارسًا،
وأخًا،
وأبًا،
ومَلِك!

(3)

لا تصالح ..
ولو حرمتك الرقاد
صرخاتُ الندامة
وتذكَّر..
(إذا لان قلبك للنسوة اللابسات السواد ولأطفالهن الذين تخاصمهم الابتسامة)
أن بنتَ أخيك "اليمامة"
زهرةٌ تتسربل -في سنوات الصبا-
بثياب الحداد
كنتُ، إن عدتُ:
تعدو على دَرَجِ القصر،
تمسك ساقيَّ عند نزولي..
فأرفعها -وهي ضاحكةٌ-
فوق ظهر الجواد
ها هي الآن.. صامتةٌ
حرمتها يدُ الغدر:
من كلمات أبيها،
ارتداءِ الثياب الجديدةِ
من أن يكون لها -ذات يوم- أخٌ!
من أبٍ يتبسَّم في عرسها..
وتعود إليه إذا الزوجُ أغضبها..
وإذا زارها.. يتسابق أحفادُه نحو أحضانه،
لينالوا الهدايا..
ويلهوا بلحيته (وهو مستسلمٌ)
ويشدُّوا العمامة..
لا تصالح!
فما ذنب تلك اليمامة
لترى العشَّ محترقًا.. فجأةً،
وهي تجلس فوق الرماد؟!

(4)

لا تصالح
ولو توَّجوك بتاج الإمارة
كيف تخطو على جثة ابن أبيكَ..؟
وكيف تصير المليكَ..
على أوجهِ البهجة المستعارة؟
كيف تنظر في يد من صافحوك..
فلا تبصر الدم..
في كل كف؟
إن سهمًا أتاني من الخلف..
سوف يجيئك من ألف خلف
فالدم -الآن- صار وسامًا وشارة
لا تصالح،
ولو توَّجوك بتاج الإمارة
إن عرشَك: سيفٌ
وسيفك: زيفٌ
إذا لم تزنْ -بذؤابته- لحظاتِ الشرف
واستطبت- الترف

(5)

لا تصالح
ولو قال من مال عند الصدامْ
".. ما بنا طاقة لامتشاق الحسام.."
عندما يملأ الحق قلبك:
تندلع النار إن تتنفَّسْ
ولسانُ الخيانة يخرس
لا تصالح
ولو قيل ما قيل من كلمات السلام
كيف تستنشق الرئتان النسيم المدنَّس؟
كيف تنظر في عيني امرأة..
أنت تعرف أنك لا تستطيع حمايتها؟
كيف تصبح فارسها في الغرام؟
كيف ترجو غدًا.. لوليد ينام
-كيف تحلم أو تتغنى بمستقبلٍ لغلام
وهو يكبر -بين يديك- بقلب مُنكَّس؟
لا تصالح
ولا تقتسم مع من قتلوك الطعام
وارْوِ قلبك بالدم..
واروِ التراب المقدَّس..
واروِ أسلافَكَ الراقدين..
إلى أن تردَّ عليك العظام!

(6)

لا تصالح
ولو ناشدتك القبيلة
باسم حزن "الجليلة"
أن تسوق الدهاءَ
وتُبدي -لمن قصدوك- القبول
سيقولون:
ها أنت تطلب ثأرًا يطول
فخذ -الآن- ما تستطيع:
قليلاً من الحق..
في هذه السنوات القليلة
إنه ليس ثأرك وحدك،
لكنه ثأر جيلٍ فجيل
وغدًا..
سوف يولد من يلبس الدرع كاملةً،
يوقد النار شاملةً،
يطلب الثأرَ،
يستولد الحقَّ،
من أَضْلُع المستحيل
لا تصالح
ولو قيل إن التصالح حيلة
إنه الثأرُ
تبهتُ شعلته في الضلوع..
إذا ما توالت عليها الفصول..
ثم تبقى يد العار مرسومة (بأصابعها الخمس)
فوق الجباهِ الذليلة!

(7)

لا تصالحْ، ولو حذَّرتْك النجوم
ورمى لك كهَّانُها بالنبأ..
كنت أغفر لو أنني متُّ..
ما بين خيط الصواب وخيط الخطأ.
لم أكن غازيًا،
لم أكن أتسلل قرب مضاربهم
أو أحوم وراء التخوم
لم أمد يدًا لثمار الكروم
أرض بستانِهم لم أطأ
لم يصح قاتلي بي: "انتبه"!
كان يمشي معي..
ثم صافحني..
ثم سار قليلاً
ولكنه في الغصون اختبأ!
فجأةً:
ثقبتني قشعريرة بين ضعلين..
واهتزَّ قلبي -كفقاعة- وانفثأ!
وتحاملتُ، حتى احتملت على ساعديَّ
فرأيتُ: ابن عمي الزنيم
واقفًا يتشفَّى بوجه لئيم
لم يكن في يدي حربةٌ
أو سلاح قديم،
لم يكن غير غيظي الذي يتشكَّى الظمأ



لا تصالحُ..
إلى أن يعود الوجود لدورته الدائرة:
النجوم.. لميقاتها
والطيور.. لأصواتها
والرمال.. لذراتها
والقتيل لطفلته الناظرة
كل شيء تحطم في لحظة عابرة:
الصبا - بهجةُ الأهل - صوتُ الحصان - التعرفُ بالضيف - همهمةُ القلب
حين يرى برعماً في الحديقة يذوي - الصلاةُ لكي ينزل المطر الموسميُّ
- مراوغة القلب حين يرى طائر الموتِ
وهو يرفرف فوق المبارزة الكاسرة
كلُّ شيءٍ تحطَّم في نزوةٍ فاجرة
والذي اغتالني: ليس ربًا..
ليقتلني بمشيئته
ليس أنبل مني.. ليقتلني بسكينته
ليس أمهر مني.. ليقتلني باستدارتِهِ الماكرة
لا تصالحْ
فما الصلح إلا معاهدةٌ بين ندَّينْ..
(في شرف القلب)
لا تُنتقَصْ
والذي اغتالني مَحضُ لصْ
سرق الأرض من بين عينيَّ
والصمت يطلقُ ضحكته الساخرة!

(9)

لا تصالح
فليس سوى أن تريد
أنت فارسُ هذا الزمان الوحيد
وسواك.. المسوخ!

(10)

لا تصالحْ
لا تصالحْ











عدل سابقا من قبل ادارة المنتدى الثقافى في الأحد يوليو 01, 2012 10:14 am عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ادارة المنتدى الثقافى
مشرف
مشرف
ادارة المنتدى الثقافى


احترام قوانين المنتدى احترام قوانين المنتدى : 100 %

الأوســــــمـــــــــــــــــة : الكاتب المميز

رسالة sms : [table style="WIDTH: 150px; HEIGHT: 120px" border=1][tr][td]
النص المرافق[/td][/tr][/table]


عدد المساهمات : 74

نقاط : 170

السٌّمعَة : 8

تاريخ التسجيل : 09/04/2012

مصري

الابراج : العذراء

الأبراج الصينية : النمر

العمل/الترفيه : إنني أكتب لأكون وأكون لأكتب، لأن بياض الأوراق يخيفني ويتحداني, وهو يذكّرني بالشيب وبالثلج وبالأكفان

المزاج : ثورجى

نوع المتصفح : جوجل كروم


" الجنوبى " امل دنقل .. Empty
مُساهمةموضوع: رد: " الجنوبى " امل دنقل ..   " الجنوبى " امل دنقل .. Icon_minitimeالأحد يوليو 01, 2012 10:13 am

الورقة الأخيرة

الجنوبي


هل أنا كنت طفلاً
أم أن الذي كان طفلاً سواي
هذه الصورة العائلية
كان أبي جالساً، وأنا واقفُ .. تتدلى يداي
رفسة من فرس
تركت في جبيني شجاً، وعلَّمت القلب أن يحترس
أتذكر
سال دمي
أتذكر
مات أبي نازفاً
أتذكر
هذا الطريق إلى قبره
أتذكر
أختي الصغيرة ذات الربيعين
لا أتذكر حتى الطريق إلى قبرها
المنطمس

أو كان الصبي الصغير أنا ؟
أن ترى كان غيري ؟
أحدق
لكن تلك الملامح ذات العذوبة
لا تنتمي الآن لي
و العيون التي تترقرق بالطيبة
الآن لا تنتمي لي
صرتُ عني غريباً
ولم يتبق من السنوات الغربية
الا صدى اسمي
وأسماء من أتذكرهم -فجأة-
بين أعمدة النعي
أولئك الغامضون : رفاق صباي
يقبلون من الصمت وجها فوجها فيجتمع الشمل كل صباح
لكي نأتنس.



كان يسكن قلبي
وأسكن غرفته
نتقاسم نصف السرير
ونصف الرغيف
ونصف اللفافة
والكتب المستعارة
هجرته حبيبته في الصباح فمزق شريانه في المساء
ولكنه يعد يومين مزق صورتها
واندهش.
خاض حربين بين جنود المظلات
لم ينخدش
واستراح من الحرب
عاد ليسكن بيتاً جديداً
ويكسب قوتاً جديدا
يدخن علبة تبغ بكاملها
ويجادل أصحابه حول أبخرة الشاي
لكنه لا يطيل الزيارة
عندما احتقنت لوزتاه، استشار الطبيب
وفي غرفة العمليات
لم يصطحب أحداً غير خف
وأنبوبة لقياس الحرارة.

فجأة مات !
لم يحتمل قلبه سريان المخدر
وانسحبت من على وجهه سنوات العذابات
عاد كما كان طفلاً
سيشاركني في سريري
وفي كسرة الخبز، والتبغ
لكنه لا يشاركني .. في المرارة.



ومن أقاصي الجنوب أتى،
عاملاً للبناء
كان يصعد "سقالة" ويغني لهذا الفضاء
كنت أجلس خارج مقهى قريب
وبالأعين الشاردة
كنت أقرأ نصف الصحيفة
والنص أخفي به وسخ المائدة
لم أجد غير عينين لا تبصران
وخيط الدماء.

وانحنيت عليه أجس يده
قال آخر : لا فائدة
صار نصف الصحيفة كل الغطاء
و أنا ... في العراء



ليس أسماء تعرف أن أباها صعد
لم يمت
هل يموت الذي كان يحيا
كأن الحياة أبد
وكأن الشراب نفد
و كأن البنات الجميلات يمشين فوق الزبد
عاش منتصباً، بينما
ينحني القلب يبحث عما فقد.

ليت "أسماء"
تعرف أن أباها الذي
حفظ الحب والأصدقاء تصاويره
وهو يضحك
وهو يفكر
وهو يفتش عما يقيم الأود .
ليت "أسماء" تعرف أن البنات الجميلات
خبأنه بين أوراقهن
وعلمنه أن يسير
ولا يلتقي بأحد .



-هل تريد قليلاً من البحر ؟
-إن الجنوبي لا يطمئن إلى اثنين يا سيدي
البحر و المرأة الكاذبة.-سوف آتيك بالرمل منه
وتلاشى به الظل شيئاً فشيئاً
فلم أستبنه.

-هل تريد قليلاً من الخمر؟
-إن الجنوبي يا سيدي يتهيب شيئين :
قنينة الخمر و الآلة الحاسبة.

-سوف آتيك بالثلج منه
وتلاشى به الظل شيئاً فشيئاً
فلم أستبنه
بعدما لم أجد صاحبي
لم يعد واحد منهما لي بشيئ

-هل نريد قليلاً من الصبر ؟
-لا ..
فالجنوبي يا سيدي يشتهي أن يكون الذي لم يكنه
يشتهي أن يلاقي اثنتين:
الحقيقة و الأوجه الغائبة.








الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ميمو
 
 
ميمو


احترام قوانين المنتدى احترام قوانين المنتدى : 100 %

الأوســــــمـــــــــــــــــة : وسام الابداع

رسالة sms : [table style="WIDTH: 150px; HEIGHT: 120px" border=1][tr][td]
فلســــــــــــــــطين عربيه حــــــــــــــــــره[/td][/tr][/table]


عدد المساهمات : 1492

نقاط : 3126

السٌّمعَة : 74

تاريخ التسجيل : 18/11/2011

فلسطينية

الابراج : الجوزاء

الأبراج الصينية : الثور

العمل/الترفيه : رئيس قسم اشعة

الموقع : مستشفى الهلال الاماراتى/غزة

المزاج : دايما الحمد لله

تعاليق : يسخر من الجروح كل من لا يعرف الألم

نوع المتصفح : الفايرفوكس


" الجنوبى " امل دنقل .. Empty
مُساهمةموضوع: رد: " الجنوبى " امل دنقل ..   " الجنوبى " امل دنقل .. Icon_minitimeالثلاثاء يوليو 03, 2012 7:31 am

راااااااااااااااائع

تقبل مروورى

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ادارة المنتدى الثقافى
مشرف
مشرف
ادارة المنتدى الثقافى


احترام قوانين المنتدى احترام قوانين المنتدى : 100 %

الأوســــــمـــــــــــــــــة : الكاتب المميز

رسالة sms : [table style="WIDTH: 150px; HEIGHT: 120px" border=1][tr][td]
النص المرافق[/td][/tr][/table]


عدد المساهمات : 74

نقاط : 170

السٌّمعَة : 8

تاريخ التسجيل : 09/04/2012

مصري

الابراج : العذراء

الأبراج الصينية : النمر

العمل/الترفيه : إنني أكتب لأكون وأكون لأكتب، لأن بياض الأوراق يخيفني ويتحداني, وهو يذكّرني بالشيب وبالثلج وبالأكفان

المزاج : ثورجى

نوع المتصفح : جوجل كروم


" الجنوبى " امل دنقل .. Empty
مُساهمةموضوع: رد: " الجنوبى " امل دنقل ..   " الجنوبى " امل دنقل .. Icon_minitimeالخميس يوليو 12, 2012 11:54 pm

الرائع دوماً هو إطلالتكِ المميزة
لا حرمنا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
" الجنوبى " امل دنقل ..
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
قلب الحياة :: عـالـم الـحـيــاة الثـــقــافى ألادبــــى :: قسم الوان ثقافية :: حكاية كاتب-
انتقل الى:  
أختر لغة المنتدى من هنا

قلب الحياة

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الأن بتوقيت (مصر)
جميع الحقوق محفوظة لـقلب الحياة
 Powered by Aseer Al Domoo3 ®https://qalapalhaya.ahlamountada.com
حقوق الطبع والنشر©2011 - 2010